بسم الله الرحمن الرحيم
لا تغرنك سهولة البرنامج ويُسره، ولا تستغرب كيف يقارع البرامج المشتهرة مثل نوشن notion وهو أمامك واجهة ليس عليها ما يُلفت ويعجب، إنه عقل يشكله صاحبه كيفما شاء، يركب له ما يصلح لحاجته ويفصل منه ما لا يحتاجه، وذلك بما يعرف بالإضافات Plugins، عُدّة الكاتب!
مزية هذا البرنامج في تنوع إضافاته وكثرتها، فتشكله على هواك وما تحبه وترضاه. لا للبرامج الثقيلة المتخمة بالإضافات والأدوات التي لا حاجة لها. أعرفك اليوم بثلاث إضافات ستنفعك في استعمالك للبرنامج، وقد اخترتها بحسب نفعها وسهولتها، فما نفع إضافةٍ تُعقّد ولا تُيسّر، وتُربك ولا تُنظم؟ فالواجهة السهلة مما يُعين على استعمال الإضافة في عملك دون عناء.
إضافات Obsidian

الإضافات في برنامج أبسيديان تُثري وظيفته وتوسّع آفاق استعماله، إذ تُمكِّن المُستخدم من تهيئة بيئة مساحة عمل تليق بحاجاته ومسالك تفكيره. فبفضل هذه الإضافات، يتحوّل من برنامج تدوين ملاحظات إلى منصّةٍ متكاملة. واعلم أن هذه الإضافات تنقسم إلى قسمين:
أولًا: الإضافات الأساسية (Core Plugins)
وهي تلك التي ابتكرها فريق أبسيديان ذاته، وقد ثبُتت دعائمها في صُلب النظام، فتميّزت بالاستقرار وحُسن الاندماج، وكلّها تعدّ من اللبنات الأولى لمن أراد فهم نظامه وتتبّع مسالك معرفته.
ثانيًا: الإضافات المجتمعية (Community Plugins)
وهي من بَنات أفكار المجتمع، يبتكرها المستخدمون ويُقدّمونها هديةً للرفاق. تَتنوّع وظائفها بتنوّع العقول، فتخدم شتّى الأغراض، وتفتح لك أبواب تخصيصٍ لا تكاد تنتهي. فإن كانت الإضافات الأساسية تُمثّل العَمود، فإن المجتمعية تُزيِّن البناء وتوسّعه، وتُهيّئه لما يطلبه كلّ مستخدم على حِدة، بحسب سَمت عمله وذوقه.
لاستعمال إضافات اليوم عليك الدخول إلى الإعدادات ثم ستجد الإضافات المجتمعية Community Plugins ومكَّنها كما في الصورة التالية:

اضغط على الزر. أما لتثبيت أي إضافة اضغط على تصفح Browse وثم اكتب اسم الإضافة:

١. التقويم Calendar

لمن أراد تنظيم دَفتَره على سنن الأيام، وضبط تدويناته على مِقياس الزمان، فإن إضافة التقويم لأبسيديان تُعدّ من أنفع الأدوات فهي:
- تعرض الملاحظات في هيئة تقويمية، تُجسِّد الأيام والأسابيع والشهور، فتُبصر ما كتبتَه كأنك تتصفح كتابًا منظمًا.
- التنقّل بين التواريخ بسلاسة، فلا عناء في الرجوع إلى ما فات، ولا كلفة في المضي إلى ما هو آت.
- ربط الملاحظات بأيامها، بحيث يُصبح الرجوع إلى معلومة ما كمن يعود إلى صفحة في كتاب مفهرس.
وهذه الإضافة إنما يأنس بها من غلب عليه حُب التقويم، ومن أراد لتدويناته أن تجري على نسق الأيام، لا تتقدّم ولا تتأخر. فهي للذين يتخذون من كل يوم صفحة، ومن كل أسبوع فهرسًا للمراجعة والتأمل.
تثبيتها
ادخل إلى الإعدادات ثم الإضافات المجتمعية Community Plugins ثم تصفح Browse واكتب كلمة Calendar:

اضغط عليها ثم اضغط تركيب install:

ثم اضغط تمكين Enable:

بعد تثبيتها انتقل إلى الواجهة واضغط على هذا الزر في الزاوية:

ثم ستجد علامة تقويم اضغط عليها وسترى التقويم أمامك. الآن متى ما أحببت إضافة ملاحظة إلى يوم من الإيام اضغط على اليوم المراد إضافة ملاحظته إليه وأضف!
إضافة Kanban

إذا كنتُ قد انتقلت من “نوشن” إلى أبسيديان فهذه الإضافة لك في ترتيب مهماتك!
هذه الإضافة تُحاكي م ألفته في أدوات إدارة المشاريع، تقسّم فيها الأعمدة، وتدرج المهمات، وتعيّن لها التواريخ، ثم تتنقل بينها سحبًا وإفلاتًا. وفيها من المرونة ما يُرضي المطالب: يمكن التحويل بين أنماط العرض، وفتح المهام في نوافذ جديدة، بل وإنشاء ملاحظة جديدة من أي مهمة.
سبق في الإضافة الأولى أن عرفتك كيف تركب الإضافات وأنت مقتدر الآن أيها القارئ الكريم على تركيبها. بعد تركيبها ستظهر لك في الواجهة هنا:

استكشفها!
إضافة الرسم Excalidraw

إضافة للرسم! ترسم فيها خرائط ذهنية وتبدع كيفا شئت، فهي تمكنك من إدراج رسومات داخل ملاحظاتك، وكأنك ترسم على ورقة بيضاء بين يديك، تُضفي على أفكارك حياة وحسًّا بصريًا يسهُل معه الفهم وتترسّخ معه المعاني.
سواء أردت أن تخطّ خريطة ذهنية، أو ترسم مخططًا لمشروع، أو توضّح علاقة بين مفاهيم متفرقة، فإضافة Excalidraw تمدّك بالوسيلة لتُترجم ما في ذهنك إلى شكلٍ ملموسٍ حيّ. ولا يقتصر الأمر على الرسم فحسب، بل يمكنك الربط بين الأشكال والملاحظات، وتضمين الرسومات ضمن ملفاتك، لتظل جزءًا من قاعدة معارفك المتكاملة.
بعد تثبيتها تجد هنا:

ولا تظن أن ما عرضناه هو كل شيء، فالإضافات في أبسيديان بحر لا ساحل له، وما هذه إلا بداية الطريق. ترقّب معنا مقالات قادمة نستعرض فيها إضافات أعمق وأذكى، تعينك على بناء نظام معرفي متكامل يخدمك كما تحب.
وستجدنا بإذن اللّٰه نواصل المسير معك في سلسلة مقالات قادمة نستعرض فيها إضافات مختارة بعناية، لمن أراد أن يُتقن أبسيديان ويجعله خادمه الأمين في عالم الملاحظات والمعرفة.
الخاتمة
ها قد وصلنا إلى نهاية المقال، وها أنا أخط بقلمي الخطوط الأخيرة لهذا المقال الشائق، وأرجو إني قد وفِّقت في الشرح.
وفي نهاية الأمر لا يسعني سوى أن أشكرك على حسن قراءتك لهذا المقال، وأني لبشر أصيب وأخطِئ، فإن وفِّقت في طرح الموضوع فمن اللّٰه عز وجل وإن أخفقت فمن نفسي والشيطان.
أرجو منك تقييم كفاءة المعلومات من أجل تزويدي بالملاحظات والنقد البناء في خانة التعليقات أو عبر حساب الموقع، والسلام عليكم ورحمة اللّٰه تعالى وبركاته.